ريبلي صدّق أو لاتصدّق

حول العالم
ريبلي صدّق أو لاتصدّق
فهد عامر الأحمدي

نُعت بأكبر كذاب في التاريخ بينما اعتبره معجبوه موسوعة غرائب متحركة.. قضى عمره باحثاً عن الأخبار الغريبة والنادرة ونال شرف إطلاق العنوان الشهير " صدق أو لا تصدق ".. إنه روبرت ريبلي رسام الكاريكاتير الأمريكي المشهور ..

ولد عام 1893 وعمل رساماً للصحف إلا أنه طرد أكثر من مرة فاحترف البيسبول . وبعد حادث كسرت فيه يده انصرف إلى وضع الرسوم التوضيحية للصحف الرياضية ...

وفي إحدى ليالي عام 1918 جلس ريبلي في مكتبه يبحث عن فكرة يرسمها. ومرت ساعات بدون أن يجد الموضوع المناسب، ولما يئس رسم حادثة رياضية غريبة وأطلق عليها عنوان ( صدق أو لا تصدق ) . ثم راقت له الفكرة فتعاقد مع بعض الصحف لتزويدها أسبوعياً برسم رياضي غريب مرفق به تعليق بسيط. وخلال عشر سنوات حقق نجاحا خارقا حتى ملت الصحف هذه الفكرة وبدأت تطالبه بالتغيير !!

وكان ريبلي قد تخصص في الرسومات الرياضية فكاد يفقد مورد رزقه حتى رسم عام 1928 تعليقا أدهش ملايين القراء وأقام الدنيا ولم يقعدها .. فقد ادعى أن ليندبرغ (ويعد بطلاً قوميا) لم يكن أول طيار يعبر المحيط الأطلسي بل كان ترتيبه "السابع والستين" في هذا الإنجاز. وفوراً طالبه الجمهور بسحب "كذبته الوقحة" إلا أنه أثبت صدق دعواه بالتذكير بأن الطيارين "براون" و"آلكوك" عبرا المحيط الأطلسي قبل لندبرغ بسنوات. وبعدهما عبر المحيط الأطلسي إلى أمريكا واحد وثلاثون شخصاً على متن المنطاد البريطاني " ر – 34 " القادم من اسكتلندا، وبعد ذلك حمل المنطاد الألماني " زبلن – 3 " أربعة وثلاثين شخصاً إلى أمريكا قبل احتراقه اثناء الهبوط .. وبهذا يكون ترتيب لندبرغ السابع والستين في عبور المحيط الأطلسي - وليس الأول كما يحب الأمريكان أن يسمعوا!!

وبعد تلك الحادثة ( تخصص ) ريبلي بالبحث عن الأخبار الغريبة وتجسيدها بالرسومات الإيضاحية وبيعها للصحف تحت عنوان صدق أو لاتصدق. وسرعان ما لاقت أفكاره نجاحاً خرافياً داخل أمريكا وخارجها . ثم أصبح لريبلي مراسلون في جميع أنحاء العالم يزودونه بالغريب النادر من الأخبار. وكان له معجبون يكتبون له من كل مكان عما يصادفونه من غرائب. كما كان له مناوئون يعتبرونه دجالاً وكانت تصله رسائل لا تحمل على مظاريفها أي عنوان غير " إلى أكبر كذاب في العالم " وكان البريد يعرف تماما لمن يحولها !!

واليوم، تحولت اعمال ريبلي الى مؤسسة تنشر زاويتها في 38 دولة ( ب17 لغة ) .. وفي هذه الزاوية قد تجد أخبارا وغرائب من قبيل :

... صدق أو لاتصدق الشاعر الفرنسي لروان بوميل أثناء سجنه في الباستيل كتب 700 قصيدة بواسطة أبرة حفر بها على صفائح التنك .. وصدق أو لاتصدق أن البومة هي الحيوان الوحيد الذي ينظر في وقت واحد باتجاهين مختلفين ، وأن كلية وولسي في انجلترا شيدت من قناديل البحر ، وأن المحامي لويس برنار ترافع لمدة 120 ساعة بانتظار وصول عفو ملكي لموكله المحكوم عليه بالإعدام ، وأن الملك لويس الرابع عشر لم يستحم طوال حياته ، وأن البصل كان يقدم كحلوى على موائد الرومان ، وأنه يمكن رمي كرة الجلة باتجاه الغرب لمسافة أطول من الشرق بسبب دوران الأرض .. وأخيراً ؛ أن بحيرة أثرسلين في ألمانيا اختفت عام 1870 وعادت للظهور بعد 66 عاما !!