قمر الليل ’’,,المدير’’,,
عدد المشاركات : 1365 نقاط : 2238 التقييم : 4 تاريخ التسجيل : 02/07/2009 الموقع : www.salove.mam9.com المزاج : نائم
| موضوع: يوم بلا تقنيات الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 22:09 | |
| حول العالم يوم بلا تقنيات فهد عامر الأحمدي
"أخبرني بحسنة واحدة فقط للمدنية الحديثة" !؟
... كان هذا فحوى سؤال رماني به أحد أصدقائي المحافظين؛ فأجبته بلا تردد : "الكهرباء"...
وكنت قبل ذلك في صلاة الجمعة حين بدأ الخطيب بتعداد سلبيات التقنيات الحديثة متناسيا الميكروفون الذي يتحدث فيه ويترحم على أيام الآباء والأجداد (لا أعادها الله علينا وعليكم بالفقر والجهل والأمراض) !!
... وكلا الموقفين برز في رأسي قبل كتابة هذا المقال حين انقطعت الكهرباء عن منزلي فجأة .. وحين تنسحب الكهرباء من الأجهزة حولك فجأة (ويتحول كمبيوترك إلى شاشة سوداء) يتملكك شعور بالاكتئاب والعجز وقلة الحيلة . وحينها فكرت بالقيام لعمل فنجان قهوة ومتابعة التلفزيون ولكن سرعان ما أدركت أنه حتى الميكروويف وشاشة البلازما لا يعملان بدون كهرباء.. ثم تذكرت إمكانية فتح الانترنت على كمبيوتري المحمول ولكنني صدمت ببطاريته الفارغة وعدم امتلاك جداري كهرباء لشحنه .. وحينها قلت لنفسي لماذا لا تنام (فالساعة ماتزال العاشرة صباحا) وتدخر طاقتك إلى حين عودة الكهرباء ، ولكن كيف أنام بدون مكيف "إل.جي" يحرك الهواء ويلطف الأجواء ويفلتر هواء الغرفة ؟!
ببساطة شديدة شعرت أنني بدون كهرباء كفأر مسجون في قفص من الإسمنت المسلح .. وإن كانت هذه حالي وأنا الوحيد في المنزل فماذا سيحدث في الكليات والمستشفيات والشركات والمصانع والمطارات وكل موقع يتبادل فيه الناس مصالحهم المشتركة؟ وحين يقع ظرف كهذا معي أو معك ندرك صعوبة العودة لزمن الآباء والأجداد ونزداد قناعة بأن "الكهرباء" عماد المدنية والتقنيات الحديثة!!
*** *** ***
على أي حال ؛ يمكنك العودة وحدك إلى زمن الآباء والأجداد ولكنني أحذرك من صعوبة العيش ليوم واحد دون منتجات علمية وتقنية نحسبها من مسلّمات الحياة العادية:
* فما أن تغيب الشمس سيجبرك الملل على النوم كونك لا تملك تلفزيون ولاراديو ولا انترنت ولا حتى إضاءه اصطناعية...
* ولأن الليل طويل ستستيقظ قبل ظهور شروق الشمس دون أن تعرف الوقت كونك لا تلبس ساعة في يدك...
* وحين تذهب للحمام (إن كنت تسميه حماما) لن تجد زرا للإضاءة ولا فرشاة ولاصابون ولا حتى ماء جاريا للوضوء والاستحمام..
* وأي نوع من الفطور ستتناول وأنت لا تملك فرنا ولا ميكرويف ولا ثلاجة مليئة بالأطعمة اللذيذة...
* وكيف ستذهب إلى عملك دون مواصلات حديثة وأي عمل هذا الذي لا يتضمن كهرباء ولا يستخدم شيئا يدعى هاتفا وفاكسا وكمبيوترا وطابعة وسنترالا داخليا...
* وبطبيعة الحال سيكون الجو حارا لعدم وجود اختراع يدعى "سبليت" وستكون رائحتك نتنة لأنك لم تستطع الاستحمام أصلا ولا تعرف (منتجات كيميائية) تمنع رائحة العرق!!
* وحين تعود للمنزل (إن كنت تدعوه كذلك) لن تجد شيئا من وسائل الراحة والترفيه ، ولن تجد شايا مستوردا من الهند، ولا سكرا مستوردا من كوبا، ولا حتى برادة ماء من كوريا !!
* وحين يحل المساء ستجد بقربك زوجة لا تملك عطورا ولا مكياجا ولا شامبوهات ولا مياها جارية فيضطر كلاهما لسد أنفه ومحاولة الإنجاب من جديد ثم النوم مجددا بعد غروب الشمس...
* ورغم أن زوجتك تلد طفلا كل عامين إلا أنكما ستصلان لسن الشيخوخة برفقة ثلاثة أو أربعة فقط كون 75% من الأطفال يموتون قبل سن الخامسة لانعدام العناية الصحية والتقنيات الطبية.
* وأقول (سن الشيخوخة) من باب التفاؤل فقط .. ففي ظروف كهذه يرتفع احتمال موتكما في سن الشباب بسبب أمراض ومشاكل صحية نعدها هذه الأيام بسيطة (كتلوث الجروح وعضات الأفاعي)!
... وهذه كلها مجرد نماذج كارثية لقرارات الاستغناء (والتطاول) على تقنيات واختراعات تعد من طيبات الرزق الحديثة .. وبدل الوقوف أمامها وتصديق انتقادات الشيبان حيالها يفترض الدعوة لتوطينها والإضافة إليها والانتقال من خانة المستهلكين إلى المنتجين لها !!
... وصدق أو لاتصدق ؛ أكثر العائلات فقرا هذه الأيام تملك مالم يكن يملكه فراعنة مصر، وملوك بابل، وأباطرة الصين ... والسيارة والجوال مجرد مثال ... | |
|