قمر الليل ’’,,المدير’’,,
عدد المشاركات : 1365 نقاط : 2238 التقييم : 4 تاريخ التسجيل : 02/07/2009 الموقع : www.salove.mam9.com المزاج : نائم
| موضوع: كيف يجد الأسبرين الصداع !؟ الثلاثاء 12 يناير 2010 - 1:03 | |
| حول العالم كيف يجد الأسبرين الصداع !؟ فهد عامر الأحمدي
قد لا تخطر على بالنا هذه الحقيقة؛ ولكن (الآثار الجانبية) للأدوية هي حاليا أكثر المشاكل الصحية شيوعاً وانتشاراً .. فالعقار الذي تبتلعه لمقاومة الصداع يصل أيضا إلى المخ والكلى والقلب والرئتين والأعصاب ومعظم الأعضاء عن طريق الجهاز الدوري..
وهذه المشكلة ليست اكتشافا جديدا بقدر ما هي "شر لا بد منه" تم تجاهلها والتغاضي عنها لوقت طويل.. غير أن هناك اهتماما جديدا لتجاوز هذه العقبة من خلال ما يعرف ب "الادوية الذكية" التي تتجه مباشرة نحو موضع الداء ويتركز مفعولها في المنطقة المريضة فقط ...
ويمكن القول إن هناك ثلاث طرق مهمة تعتمدها الأدوية الذكية حتى الآن:
الاولى باستخدام الاجسام المناعية في الجسم (التي تلتصق كل منها بنوع معين من الاجسام الغريبة) واستغلالها "كسيارات نقل" تحمل الادوية المتوافقة معها إلى موطن المرض مباشرة.. وهذه الطريقة تتطلب هندسة العقاقير نفسها بحيث لا يتم قبولها إلا من العضو المريض دون غيره وهو ما نجحت بعض الشركات في تحقيقه فعلا !!
أما الطريقة الثانية فتقنية متقدمة تعتمد على تحميل العقار في كبسولة متناهية الصغر تدخل الى مجرى الدم حتى اذا وصلت إلى موضع الداء فجرها الطبيب بجهاز ذبذبات خاص (وهو اسلوب يعتمد حاليا للتأثير على بعض الأورام السرطانية المعزولة) !!
أما الطريقة الثالثة فتعتمد على استعمال اللصقات الطبية أو الكبسولات التي تسرب الدواء لمجرى الدم بنسبة متوازنة ومحسوبة ولفترة طويلة نسبياً..
فمن المعروف أن الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم لابد أن تمر عبر الأمعاء ثم الكبد لتفكيكها وتكييفها مما يضعف مفعولها قبل وصولها لموطن الداء أصلا.. والحل هنا يكمن في تسريبها الى مجرى الدم مباشرة (وبطريقة متوازنة وثابته وطويلة المدى) .. وهذه الشروط لا يمكن تحقيقها بغير استعمال "اللصقات الطبية" التي تسرب كميات معلومة ومحسوبة من المادة الفعالة بدون التأثير المباشر والقصير للحقن الوريدية (ومثال ذلك لصقات النيكوتين المقاومة للتدخين ولصقات الاستريجون التي تمنع الحمل بدون الآثار السلبية لتناول الحبوب اليومية المعتادة)!!
... أما لأطول من ذلك فيمكن زرع كبسولات دقيقة تحت الجلد مهمتها تسريب الادوية إلى مجرى الدم بجرعات منتظمة ولفترات قد تتجاوز العام والعامين.. فهناك احصائية تشير إلى ان مريض السكري يحقن نفسه 37 الف مرة طوال حياته / في حين أن زرع كبسولات الانسولين تحت الجلد يضمن له نتيجة اكثر ايجابية وبدون آثار جانبية ولفترة تتجاوز الثلاث سنوات.. وبالمثل هناك مستحضر مانع للحمل يدعى نوربلانت (على شكل عود الكبريت) يمكن للطبيب زرع ستة منها تحت الجلد خلال ربع ساعة وتمنع الحمل لمدة خمس سنوات !!
.. على أي حال .. رغم أن الأطباء لا يرغبون بذهاب الدواء لغير هدفه المقصود (خوفا من آثاره السلبية) إلا أن توزعه ووصوله الى كافة الأعضاء قد يساهم في اكتشاف (آثار إيجابية) لم يتوقعها أحد ..
وسبب اختياري للإسبيرين بالذات (في عنوان المقال) هو توالي الاكتشافات الإيجابية حوله والتي لم نكن لنكتشفها لولا وصوله لكافة أعضاء الجسم ؛ فهو حاليا لا يوصف فقط للصداع وارتفاع الحرارة بل ولعلاج أكثر من عشرة أمراض ومضاعفات خمسة عشر مرضا آخر ثبت تأثيره الايجابي عليها ... !!
ومن هذا كله ندرك أن الإسبرين (لا يذهب للصداع فقط) بل وإلى كافة أعضاء الجسم حيث يؤثر عليها بأوجه مختلفة ونسب متفاوتة... وشأنه شأن أي عقار تشرب بعده كأس ماء...! | |
|