قمر الليل ’’,,المدير’’,,
عدد المشاركات : 1365 نقاط : 2238 التقييم : 4 تاريخ التسجيل : 02/07/2009 الموقع : www.salove.mam9.com المزاج : نائم
| موضوع: غلافنا الحافظ الجمعة 23 أكتوبر 2009 - 5:23 | |
| حول العالم
غلافنا الحافظ
فهد عامر الأحمدي حين يُحاصر رجال الاطفاء وسط عاصفة نارية يفتحون لحافا معدنيا يحتمون تحته من وهج النار .. ومثل رجال الاطفاء تحتمي كرتنا الأرضية بغلاف مغناطيسي يمنع وصول العواصف الشمسية إلى المخلوقات تحتها. وفي حال ضعف هذا الغلاف أو اختفى تصبح المخلوقات تحت رحمة الرياح الشمسية والأشعة الكونية الأمر الذي يتسبب بطفرات مرضية خطيرة وتحولات وراثية سلبية ! وبالإضافة إلى منع الأشعة الكونية الخطيرة (كأشعة جاما والأشعة السينية والعواصف الشمسية) يلعب الغلاف المغناطيسي أيضا دورا مهما في تنظيم الوظائف الحيوية لجميع الكائنات الحية .. فحين ينخفض بشدة (بسبب العواصف الشمسية مثلا) يظهر تأثير ذلك على الطيور والأسماك بل وحتى البكتيريا بطريقة سلبية ومؤثرة. وعلاقتنا بمجال الأرض المغناطيسي يمكن فهمه إن عرفنا أن كل خلية في أجسادنا عبارة عن مولد مغناطيسي صغير ، ترسل وتستقبل سيالات كهروعصبية (يمكن لأي مؤثر كهربائي خارجي التشويش عليها) .. ولا نبالغ إن قلنا إن جزءا كبيرا من مشاكلنا الصحية المعاصرة يعود الى انعزالنا داخل بيوت من اسمنت وفولاذ تمنع أجسادنا من الاستفادة من التأثير الايجابي للمجال الطبيعي للأرض (ويحدث هذا في نفس الوقت الذي يرتفع فيه معدل تعرضنا لمجالات اصطناعية تخترق أجسادنا تخرج من أجهزة التلفاز، والكمبيوتر، والموبايل) !!! وكانت التجارب التى أجريت في اليابان قد أثبتت أن وجود الانسان لفترات طويلة بمعزل عن القوى المغناطيسية الطبيعية يسبب خللا في اتزانه العصبي والبيولوجي يتمثل بفقدان الحيوية والنشاط والشعور بالارهاق والصداع .. وفي المقابل توجد أبحاث علمية تؤكد محاسن المغناطيسية الموجهة في علاج الجروح والتقليل من التليفات وتصلبات المفاصل والعضلات (... وسبق أن كتبت مقالا خاصا عن فكرة العلاج باستعمال المغناطيس)!! ... ومن المعروف أن الغلاف المغناطيسي للكواكب الحية يتولد بفضل دوران قلبها الحديدي الذي يلف باستمرار (كدينمو هائل) .. غير أن العلماء لاحظوا أن مجال الأرض المغناطيسي يسير نحو الانخفاض والانحراف منذ تم رصده لأول مرة قبل مئتي عام . وفي حين يرى البعض أن انخفاضه جزء من ظاهرة دورية تتأرجح بين الصعود والهبوط ؛ يخشى البعض الآخر أن ينخفض حتى يختفي تماما كما حدث مع كوكب المريخ ... فكوكب المريخ كان في الماضي حيا ومزدهرا يملك مسطحات مائية وغلافا جويا ومجالا مغناطيسيا (كما يثبت ذلك اصطفاف الذرات المعدنية في صخوره القديمة) . وماحدث أن "قلبه الحديدي" توقف عن الدوران بالتدريج حتى تصلب نهائيا وبالتالي اختفى المجال المغناطيسي من حوله تماما .. وانكشافه بهذه الطريقة جعله مكشوفا أمام الأشعة الشمسية التي "جرفت" كامل غلافه الجوي نحو الفضاء الخارجي (بما في ذلك بخار الماء الذي ظل يتصاعد من البحار بلا رجعة) ! ... وما حدث للمريخ يمكن أن يحدث لأي كوكب آخر في الكون بما في ذلك الأرض .. واختفاء الغلاف المغناطيسي للأرض لا يجعلنا فقط عرضة للأشعة الكونية بل ويؤدي لتبخر البحار نهائيا في الفضاء الخارجي (وبالتالي جفاف الأرض الى الأبد) !! ... والأكيد فعلا أن توقف قلب الأرض الحديدي واختفاء غلافها المغناطيسي أمر حتمي ومتوقع في النهاية .. غير أن السؤال هو متى يحدث هذا ؟ .. ولماذا سبقنا كوكب المريخ الى هذه النهاية المأسوية منذ آلاف السنين !؟ | |
|