قمر الليل ’’,,المدير’’,,
عدد المشاركات : 1365 نقاط : 2238 التقييم : 4 تاريخ التسجيل : 02/07/2009 الموقع : www.salove.mam9.com المزاج : نائم
| موضوع: لو بلغت عنان السماء الجمعة 25 سبتمبر 2009 - 8:51 | |
| حول العالم
لو بلغت عنان السماء
فهد عامر الأحمدي تعذيب الذات (من أجل الطهارة والتكفير عن الذنوب) ممارسة عالمية تظهر في بعض المناسبات الدينية.. وقد تمتد - كممارسة - إلى تنظيم احتفالات يتم فيها إراقة الدماء وتقديم القرابين وتعذيب التائبين.. فمنذ القدم كان الأزتك والإغريق والفراعنة يقدمون أنفسهم كقرابين بشرية إرضاء للآلهة، ولدى القبائل الوثنية في الفيليبين كانت بعض الأسر تقدم طواعية رؤوس أطفالها لوضعها كتعويذة في المعابد... هذه العادات القاسية كانت تتم بنوع من الرضا والاعتقاد الصادق بالتقرب من الآلهة - والغريب أكثر أن بعضها مستمر حتى اليوم... وأذكر - قبل عدة سنوات - أنني اشتركت في رحلة سياحية لمنطقة الغابات جنوب فيينا. وكان ضمن الرحلة زيارة دير هيلجنكروز Heiligenkreuz حيث يعيش الرهبان في تقشف وحرمان؛ فقد كانوا يلبسون الخيش وينامون على الخشب ويُحرّمون على أنفسهم الضروريات ويشربون مباشرة من نبع عمره ١١٠٠ عام. وكانوا لا يتحدثون حتى مع أنفسهم - فضلاً عن السياح - إلا وقت الضرورة وفي غرفة لا تفتح إلا ساعة من نهار.. بدا لي أنهم من هواة تعذيب الذات وتخطئة المجتمع - وهي مجموعة تظهر في كل دين وملة - ولكنني فقط لم أتصور وجودها في قلب أوروبا وفي القرن الواحد والعشرين!! على أي حال؛ نظراً لحساسية الموضوع سنتجاوز في استعراضنا التالي الاحتفالات الدموية التي تقوم بها بعض الطوائف الإسلامية وسنقتصر حديثنا - كالعادة - على بقية العالم!! ففي أعياد الفصح مثلاً تجري في المدن الاسبانية مسيرات يتفنن فيها الناس بتعذيب أنفسهم؛ فهذا يجلد نفسه بالسياط وذاك يشقق وجهه بالسكين وآخر يحبو على ركبتيه عارياً ورابع يحمل على ظهره صليباً ضخماً وخامس يغرز المسامير في يديه وقدميه.. وهذه المسيرات الدموية - التي تشاهد في مدن كاسيوس وسان فيسنتي وزامورا ومعظم قرى جنوب اسبانيا - لها شبيه في البرتغال والمكسيك واليونان وإيطاليا وبوليفيا.. الفرق الوحيد هو بين اتساعها على نطاق المدينة أو اقتصارها على الأماكن الدينية فقط.. ففي جنوب اليونان مثلاً يتم حبواً جر الصلبان الضخمة وتنظم احتفالات المشي على الجمر. وفي صقلية وتروباني وبيامونتي يجلد الرجال ظهورهم بالسياط وتغرز النساء في رؤوسهن أكاليل الشوك. أما في أراغون فيحتفل الناس بعيد الفصح بدق الطبول الضخمة ولا يتوقفون عن ذلك (منذ يوم الجمعة المقدسة إلى الأحد التالي) فتتشقق الأيدي من كثرة الضرب وتسيل الدماء ويسقط المطبلون صرعى من قلة النوم... واحتفالات الدم في أوروبا تعود جذورها إلى القرون الوسطى. وهي في الغالب تمثيل حزين لما حصل للسيد المسيح ومناسبة لتكفير خطايا المذنبين.. وقد انتقل هذا النوع من الاحتفالات إلى دول كثيرة بفضل حملات التبشير؛ ففي الفيليبين (في يوم الجمعة المقدسة) يحتفل سكان مانيلا بجر صليب يزن عدة أطنان فوق طريق مفروش بالزجاج؛ وفي مدينة فرناندو يضرب المتفرجون أجساد التائبين بالسلاسل وحين تدمى يغمسون فيها مناديلهم للتبرك. وفي الاروجواي يصلب المذنبون أنفسهم بمسامير تدق في أطرافهم حتى يسيل من دمائهم ما يتناسب مع خطاياهم. وفي مدينة كوزكو في البيرو تبدأ احتفالات عيد الفصح بالموسيقى ورمي الورود وتنتهي بالجلد والصلب في الصباح التالي!! ... الخطأ هنا هو الاعتقاد بأن الألم طريق الطهارة وان تعذيب الذات ضرورة لتكفير الذنوب - في حين يقول الله في الحديث القدسي: (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي). | |
|